الجنة والنار
خلق الله عز وجل الإنسان، وهيأ له أسباب العيش كلها، وأرسل له النبيين لهدايته إلى الطراط المستقيم، وأنزل الكتب دليلاً ومنهجاً، فأمره باتباع هداه وعبادته وحده لا يُشرك به شيئاً، ووعده بثوابٍ عظيم، بجنة عرضها السموات والأرض، فيها مالا يخطر في عقل بشر، جزاء طاعته وعبادته، فيسعد في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فمن قال سمعنا وأطعنا فقد فاز فوزاً عظيماً، ولكن من أبى واستكبر وكفر، فقد خسر خسراناً مبيناً، ويوم القيامة يقول ياليتني أُرد فأعمل صالحاً غير الذي كنت أعمل، ولكن قد فات الأوان، فقد قدم له ربه الوعيد في الحياة الدنيا، تحذيراً له، ولكنه كان أعمى البصيرة، وآثر العصيان، واتباع الشهوات، فحصد نتيجة سوء عمله، فسوف يُعذب عذاباً أليماً، ويصلى سعيراً، وهو في النارفلابد له من مأكل ومشرب، فطعامه وشرابه عذاب، فيشرب من ماء الحميم، ومن عصارة أهل النار، والعياذ بالله تعالى، وأما طعامه فهو ثمار شجرة الزقوم، وسُميت بالزقوم؛ لأنّ أهل النار يتزقمونها، أي يبلعونها بصعوبة لكراهتها ونتنها.
وصف شجرة الزقوم
شجرة الزقوم شجرة خبيثة ملعونة، لها منظر قبيح، ورد ذكرها في القرآن الكريم، كصورة واحدة من صورعذاب يوم القيامة، وبتشبيهٍ مرعب، تخويفاً للإنسان منها، ولكي يجتنبها، ولا تكون مصيره، وذلك في قوله تعالى: ( إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم، كالمهل يغلي في البطون، كغلي الحميم)، وفي قوله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)، فهي شجرة تنبت في أصل الجحيم، أي أنّها تنبت في قلب نار جهنم وجذورها في أعماقها، وتتفرّع أغصانها فيها، فعليه يكون غذاؤها من النار، فثمرتها لها طعم مر لا يُحتمل، ورائحتها كريهة نتنة، ولها شكل مخيف مرعب تشبه رؤوس الشياطين، ولكل فرد أن يتخيل شكل الشيطان كما يشاء، وهي طعام خاص لأهل النار، وعلى أهل النار أن يأكلوا منها حتى تمتلئ بطونهم عذاباً لهم، فعندما يشعرون بالجوع، لا يجدون طعاماً أمامهم إلا هي، فيأكلونها فتغلي في بطونهم كالزيت العكر، لشدة حرارتها، فتقطع أحشاء آكلها وتذيبها، فيشعرون بآلامٍ شديدة لا توصف، جزاءً وفاقاً على ما قدموا في حياتهم الدنيا، ويبقى هذا الوصف متواضعاً بسيطاً، ولا يرقى لدرجة وصف شدّة عذابها بشكل صحيح، أعاذنا الله منها ومن النار والعصيان.
ورد ذكرها في السنة المطهرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، ولو أنّ قطرة من الزقوم قطَرَت لأمَرَّت على أهل الأرض عَيشَهُم، فكيف من ليس لهم طعام إلا الزقوم)، فهذا تحذير واضح منها لألباب العقول، فالعاقل وحده أدرك وفهم، وفرّ منها بطاعته وعمله الصالح، ولكن من عطّل عقله فهي طعامه، ولا مفرّ منها.
ذكرها في القرآن الكريم[عدل]
قال الله تعالى : أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ [1]
قال الله تعالى : إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ [2]
قال الله تعالى : ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ [3]
الشجرة الملعونة[عدل]
قال الله تعالى : وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا [4] ، وذكر ابن عباس أن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ، فقال في قولِه تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} . قال : هي رُؤْيَا عَيْنٍ، أُرِيَها رسولُ اللهِ ليلةَ أُسْرِيَ به إلى بيتِ المَقدِسِ . قال : { وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ } . قال : هي شجرةُ الزَّقُّومِ .[5]
ذكرها في السنة النبوية[عدل]
أنَّ النَّاسَ كانوا يطوفونَ بالبيتِ ، وابنُ عبَّاسٍ ، جالسٌ معَهُ مِحجَنٌ ، فقالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ولو أنَّ قَطرةً منَ الزَّقُّومِ قَطرَت ، لأَمَرَّت على أَهْلِ الأرضِ عَيشَهُم ، فَكَيفَ من ليسَ لَهُم طعامٌ إلَّا الزَّقُّومُ [6]
وصفها[عدل]
يؤخذ من الآيات في القرآن الكريم أن هذه الشجرة شجرة خبيثة، جذورها تضرب في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها، وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر ولذلك شبهه برؤوس الشياطين، وقد استقر في النفوس قبح رؤوسهم وإن كانوا لا يرونهم، ومع خبث هذه الشجرة وخبث طلعها، إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع بحيث لا يجدون مفراً من الأكل منها إلى درجة ملء البطون، فإذا امتلأت بطونهم أخذت تغلي في أجوافهم كما يغلي دردي الزيت، فيجدون لذلك آلاماً مبرحة، فإذا بلغت الحال بهم هذا المبلغ اندفعوا إلى الحميم، وهو الماء الحار الذي تناهى حره، فشربوا منه كشرب الإبل التي تشرب وتشرب ولا تروى لمرض أصابها، وعند ذلك يقطع الحميم أمعاءهم [7]
انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنها لـ«شجرة الزقوم» المذكورة في القرآن الكريم؛ قال تعالى {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ، إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ، إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات 62:65].
ويرصد «المصري لايت» 10 معلومات عن شجرة الزقوم استنادًا إلى القرآن الكريم وبعض أحاديث الصحابة.
10. «الزقوم»، بحسب كتب التفاسير، شجرة تنبت في قعر جهنم ثمارها كأنها «رؤوس الشياطين»، وتعد طعام لأهل النار، ويقول ابن عباس رضى الله عنهما: «لو أن قطرة منها قطرت على أهل الدنيا لأفسدت، على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون الزقوم طعامه».
9. قال الله تعالى، في شأن أنها طعام أهل النار: (ِإنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ)
8. سميت الشجرة بـ«الزقوم» لأنه اسم مشتق من كلمة «تزقم الطعام» أي ابتلعه، والابتلاع يفيد الألم والقسر وليس الأكل بما يعطيه من متعة.
7. تحدث «القرطبي»، أنهم لما خوفوا بها قال أبو جهل استهزاء: «هذا محمد يتوعدكم بنار تحرق الحجارة، ثم يزعم أنها تنبت الشجر، والنار تأكل الشجر، وما شجرة الزقوم إلا التمر والزبد». ثم أمر أبو جهل جارية وأحضرت تمرا وزبداً، وقال لأصحابه: «تزقموا».
6. عرّفها الله في قرآنه بالشجرة الملعونة، كما جاء في قوله: «وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً».
5. قال جمهور المفسرين هي شجرة الزقوم، المذكورة في آية الدخان في قوله تعالى: إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ*طَعَامُ الْأَثِيمِ [الدخان:44]، وهو ما يؤكد أن الصور المتداولة ليست للشجرة كما يروج البعض.
4. تكلم المفسرون في أسباب لعنها فقال البيضاوي: «ولعنها في القرآن لعن طاعميها وصفت به على المجاز للمبالغة، أو وصفها بأنها في أصل الجحيم فإنه أبعد مكان من الرحمة أو بأنها مكروهة مؤذية من قولهم طعام ملعون لما كان ضارا.
3. قال جمهور المفسرين: «وهي شجرة الزقوم، والمراد بلعنها لعن آكلها؛ كما قال سبحانه: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ {الدخان: 43-44}»، وقال المفسر الزجاج إن «العرب تقول لكل طعام مكروه ملعون».
2. قال محمد الأمين الشنقيطي في «أضواء البيان»: «وإنما وصف الشجرة باللعن لأنها في أصل النار، وأصل النار بعيد من رحمة الله، واللعن الإبعاد عن رحمة الله، أو لخبث صفاتها التي وصفت بها في القرآن أو للعن الذين يطعمونها، والعلم عند الله تعالى».
1. قال الطاهر بن عاشور، في تفسيره: «والملعونة أي المذمومة في القرآن في قوله: طَعَامُ الْأَثِيمِ، وقوله: طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ {الصافات: 65} وقوله: كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ {الدخان: 45-46} وقيل معنى الملعونة أنها موضوعة في مكان اللعنة وهي الإبعاد من الرحمة لأنها مخلوقة في موضع العذاب».
توعّد الله سبحانه و تعالى عباده الضّالين و الكافرين بالعذاب الأليم في الآخرة ، فرحلة الكافر و المشرك في العذاب مستمرةٌ ، تبدأ من لحظة خروج روحه و انتقاله إلى القبر و حياة البرزخ ، بل و إنّ العذاب يبدأ قبل ذلك فقد يصيب الله به المتجبّرين في الدّنيا قبل الآخرة كمن خسف الله بهم الأرض و من عذّبهم بصنوف العذاب المهين من الأقوام السّابقة الذين كفروا برسالات الله ، و أحياناً يصيب من يعصي الله العذاب المؤقّت المحدود لعلّه يرجع عن عمله و عصيانه فيتوب إلى الله و ينيب ، قال تعالى ( و لنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون ) .
و قد صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أنّه تعوّذ من عذاب القبر و أنّ للقبر ضمةٌ و مطارق من حديدٍ لضرب الكافرين الضّالين في قبورهم ، و ما أعدّه الله من العذاب في الآخرة أشدّ و أنكى ، قال تعالى ( و لعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) ، و كما جعل الله الجنّة درجاتٍ للمؤمنين أعلاها منزلةً الفردوس الأعلى فقد جعل الله عذاب النّار درجاتٍ فأشدّها عذاب فرعون و زمرته و من كان في مثله بالوزر ، و أخفّ أهل النّار عذاباً كما صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أبو طالب إذ تنفعه شفاعة النّبيّ له فهو من نصره و آزره حين حاربه قومه و لكنّه رفض الإيمان برسالة التّوحيد فكان عذابه أن ينتعل نعلين يغلي منهما دماغه ، فقد أخرجه النّبي بشفاعته من غمرات النّار إلى ضحضاح من النّار ، و قد ثبت أنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار – و العياذ بالله - .
و شجرة الزّقوم هي شكلٌ من أشكال العذاب الذي أعدّه الله لعباده الكافرين و الضّالين ، فهي شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم ، و قد وصفها سبحانه بأنّ طلعها كرؤوس الشّياطين ، و قد جعلها الله فتنةً للضّالين الذين قالوا بعد سماع حديث القرآن عنها و تساءلوا كيف يكون في النّار شجرةً و النّار تحرق الشّجر، فكان هذا الامر فتنةً لهم و اختبارا ، فالله قادرٌ على كل شيء ، و قد تكون مادّة الشّجرة ممّا لا تعرفه و تدركه عقولنا و لا تشابه شجر الدّنيا ، و وصفت شجرة الزّقوم بأنّها طعام الأثيم كالمهل أي الزّيت شديد السّخونة تغلي منه بطون الكافرين ، أعاذنا الله من النّار و عذابها
جعل الله تعالى الدنيا دار الأعمال الّتي يعمل فيها العبد ما يشاء، ولكن جعل هناك يوماً للحساب على هذه الأعمال، فمن كان صالحاً دخل الجنة وتنعّم بنعيمها، ومن كان فاسداً فإنه يدخل النار ويذوق من عذابها - والعياذ بالله-.
طبيعة البشر بأنهم يؤمنون بما يرونه أمام أعينهم ويتشكّكون بما لم يروه، لذلك ذكر الله عز وجل الكثير من الآيات الّتي تدل على الفرق بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة من أجل أن يجتهدوا ولا تفتر همتهم.
يختلف نعيم الجنة عن النعيم في الدنيا، ففي الجنة الخيرات الكثيرة الّتي لا تنقطع، كما أنّ ثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم مختلف تماماً عن ما هو عليه في الأرض؛ فطعام أهل الأرض - الّذي ينتج عنه الغائط والبول يختلف عن طعام أهل الجنة، ولا توجد بين أهل الجنة الغيرة والبغض والكراهية وغيرها من المشاعر السلبيّة كما هي الحال بين أهل الأرض.
تتعدد صنوف العذاب في جهنم كلٌ حسب عمله، فجهنم طبقات لا يستوي الحساب بين الناس فيها، فمنها البكاء بالدم بدلاً من الدموع وربط الأغلال في أعناقهم، كما أنّ طعامهم من شجرة الزقوم وشرابهم من الحميم وهذا نوعٌ آخر من العذاب.
شجرة الزقوم
هي شجرةٌ تنبت في قعر جهنّم وتمتد أغصانها عبر طبقات جهنّم، أعدّها الله عز وجل للكافرين والفاسدين الذين يدخلون النار ويتعذبون فيها، فهي تعتبر طعامهم، حيث إنّهم يشعرون بالجوع الشديد في جهنم وعندما يتناولون من هذه الشجرة ويشبعون تغلي في بطونهم كغلي الحميم، فيركضون باتجاه الحميم في جهنم حتى يطفئوا نارها فيشربون من هذا الحميم إلى أن تتقطّع أمعاؤهم، قال تعالى : ( إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ) الدخان.
الشجر في الدنيا يدل على الخير والعطاء بينما شجرة الزقوم هي رمز للشر والعذاب، كما أنّ الله قال عنها أن طلعها كالشياطين وطعمها مر، ولكن هناك من شكك حول كيفية وجود شجرةٍ تنبت في النار مع أن النار حارقة، فكان هذا ابتلاءً لهم واختباراً على صدقهم لوعد الله عز وجل، فالله تعالى قادرٌ على كل شيء فكما أحيا العظام وهي رميم يوم البعث ألا يستطيع أن يُنبت شجرة في النار!!، ربما تكون هذه الشجرة تختلف عما هي عليه أشجار الأرض في طبيعتها وحاجاتها والله تعالى أعلم، فسبحان الخالق عز وجل والقادر على كل شيء.
قال الواحدي: هو شيء مر, كريه يكره أهل النار على تناوله , فهم يتزقمونه,
أي يبلعونه, بصعوبة لكراهيتها ونتـــــــنها.......
وأختلف فيها هل هي من شجر الدنيا التى يعرفها العرب أم لا .....على قولين...
أ) أحداهما أنها معروفـــــــة من شجر الدنيا فقال قطرب:
أنها شجرة مرة توجد بتهامة , وهي من أخبث الشجر .
ب) وقال غيره بل هو كل نبات قاتـــــــــــل.........
والقول التاني انها غير معروفة في شجر الدنيا....
قال قتادة : لما ذكر الله هذه الشجرة افتتن بها الظــــــلمة , فقالوا : كيف
تكون في النار شجرة فأنزل الله تعالى :- ( إنا جعلناها فتنه للظالمين..)
وقيل معنى جعلها فتنه لهم : أنها محنة لهم لكونهم يعذبون بها...والمراد
بالظالمين هنا ....الكفار أو أهل المعاصي الموجبـــة للنار.
أوصاف هذه الشجــــــرة رداً على منكريها.........
( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) أي في قعرها
قال الحسن أصلها في قعــــــــر الجحيم....وأغصانها ترفع إلى دركاتها..
ثم ( طلعها كأنه رءوس الشياطيـــــــــــن)
أي ثمرها وما تحمله كأنه في تناهي قبحه وشناعته منظره رءوس الشياطين..........
وقيل رءوس الشياطين إسم لنبات قبيح معروف باليمن يقال له الاستن....
وقيل ايضا.... في رءوس الشياطين ...هو شجر خشن منتن , مــــر, منكر الصورة
يسمــــى رؤس الشياطين..........
شجرة الزقوم ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواضع متفرقة
وهي شجرة مثمرة ليست كالشجر الذي عرفناه في دنيانا هذه انما هي شجرة نبتت في قرار جهنم
وبسقت فروعها خلال اللهب المشتعل لا تقوى نار جهنم على إحراقها وبدا ثمرها قبيح الشكل
بشع المنظر مخيفاً كأنه رؤوس الشياطين وهذا الثمر هو طعام أهل النار والعياذ بالله
إنه ثمر مر المذاق كريه الرائحة قبيح الشكل يقول الله تعالى :
إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعُها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمآلئون منها البطون [الصافات]
كما يقول عنها في سورة الدخان :-
(( إن شجرة الزقوم . طعام الأثيم ))
والله سبحانه وتعالى جعل هذه الشجرة فتنة وبلاء يعذب بها المشركين في الآخرة يتركون حتى يشتد بهم الجوع
ويكاد يقطع امعاءهم ثم يؤتى بهم إليها فيأكلون منها بشرَهٍ حتى يملؤوا منها بطونهم فيشتد بهم العطش
فيعرضوا على شراب وما هو بشراب ولكنه من أغلظ أنواع العذاب إنه مزيج من صديد وقيح وماء حار
ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم وبعد أن يأكلوا هذا الطعام ويشربوا هذا الشراب يردون إلى
سواء الجحيم وينقلبون إلى عذاب السعير
وفي سورة الواقعة يقول الله تعالى : -
(( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم ))
هذه هي شجرة الزقوم التي وصفها الله في موضع آخر في سورة الإسراء بأنها الشجرة الملعونة في قوله تعالى :- (( والشجرة الملعونة في القرآن ))
ففي سورة الواقعة يتوعد الله عز وجل الكافرين الضالين في الحياة الدنيا بأكلهم من شجر الزقوم يوم الدين،(ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) الواقعة،
وفي هذه السورة جاء ذكر شجر الزقوم بالجمع وليس بالإفراد
وفي سورة الصافات بعد الحديث عما آل إليه قرين السوء، المكذب للبعث من عذاب في وسط جهنم، وما آل إليه المصدق بالبعث، ولم يضعف أمام كفر قرينه، ولم يستجب له، فدخل الجنة وتنعم بنعيمها؛ (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61) الصافات
ثم يذكر تعالى هذا النعيم خير . ويذكر بأبشع ما يصوره كاره لشيء ويخافه، ليحذر من يخاف الله أن يكون ممن يأكل منها وهو يتلظى في نار جهنم؛ (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) الصافات
وهذه الشجرة لا يعلم قبحها أحد من هؤلاء الضالين في الحياة الدنيا، حتى يدخلوا النار ويأكلوا منها، فيعلمون شر ما توعدهم الله به
وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر فيه أنه لو نزلت قطرة من الزقوم لأفسد ماء الأرض، فاتقوا الله فكيف بمن يكون الزقوم طعامه، لذلك كتب تاؤها مقبوضة لجهل الجميع بمدى مرارة وقبح هذه الشجرة
أما الحديث عنها في سورة الدخان فهو الحديث عن شجرة قد عرفت للآثمين:- (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)، ثم يقال بعد أكلهم منها: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ (50) الدخان
وهذه الشجرة من شجر النار في الآخرة، والمخاطبين عنها في الآيات هم من أهل الحياة الدنيا، كانت الشجرة مجهولة لديهم، فكتبت التاء مقبوضة، وقد غر أبي جهل اسم الزقوم، وظن أنه هو التمر الذي يغمس في الزبد قبل تزقمه، وهو من طعام أهل اليمن، فقال ساخرًا: هذا الذي يتوعدنا به محمد؟! يا غلام !! ائتنا بتمر وزبد نتزقمه، فأنزل الله تعالى مبينًا صفتها، فقال:- (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات،
ولما تحدث تعالى ما يحدث لأهل النار في سورة الدخان وقد أكلوا من هذه الشجرة الملعونة، ثم أُخذ الآكل منها، فعُتِل، فألقي في وسط الجحيم، أصبحت الشجرة معروفة لديهم غير مجهولة فبسطت تاؤها في الرسم لاختلاف حالها في الآخرة عن حالها في الدنيا عند هؤلاء
هذا سر من أسرار الرسم العثماني الذي لم ينل حظًا من البحث عند علماء الأمة.. والله تعالى أعلم.
لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)
أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)
إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63)
إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)
طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)
فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)
ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)
ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)
( الصافات )
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43)
طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)
خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)
ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)
( الدخان )
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51)
لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52)
فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53)
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54)
فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55)
هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)
( الواقعة )
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)
( الاسراء )
حفظنا الله و إياكم من عذاب جهنم و الأكل من شجرتها الملعونة والعياذ بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
نداء إلى اخواننا العرب والمسلمين احذر من هذا شجرة الزقوم
أخي المسلم عزيز القارئ / الزقوم شجرة / والقات وكل الولع المخدرة شجر وأسمها العام شجرة الزقوم، وفروعها أغصانها زقوم القات زقوم الدخان زقوم الحشيش زقوم الافيون/ وقد أجمعوا الراسخون في العلم كلهم على هذه المواصفات ووصفوا الزقوم بهذه الأوصاف، والحقيقة هي أنه هلذه المواصفات كلها تدل وتشير إلى القات وجميع الولع المخدرة بأنه هي شجرة الزقوم وإليكم تطابق المواصفات من 1 إلى البند 16 في القات والدخان وجميع الولع:
مواصفات الزقوم مواصفات القات
1- أن الزقوم شجرة 1- القات شجرة
2- تكون في اليمن بتهامه 2- القات في اليمن بتهامه و أساس التهمه.
3- أنه نبت قبيح ومعروفه في اليمن 3- القات مقبح ومحبوب ومعروف في اليمن.
4- وليست معروفة عند العرب 4- القات ليست معروفة عند العرب، كان نصيبهم الولع الأخرى من الزقوم
5- أن الزقوم من أخبث الشجر 5- القات من أخبث الشجر، قلعت كل الشجر وجنة البن والعنب وحلت مكانها
6- أنها نبت ( قاتل) 6- القات نبات قاتل، قتلة حارسها وسارقها حرب من مغرب إلى الصباح
7- أن الزقوم لها رأوس 7- القات لها رأوس، مثل لسان الحنش المذهل الشيطاني الباهوت.
8- يسمى ثمارها رأوس الشياطين 8- القات يسمى ثمارها رأوس الشياطين علاقية روس مذهلة كأنها رأوس الشياطين
9- أن الأكل من الشجرة نفسها ومن طلعها 9- القات الأكل من الشجرة نفسها ومن طلعها الروس القفال الرطبة.
10- أن المأكول من رأس الزقوم (أسمه مأنث) 10- القات المأكول من رأسها أسمه مئنث ، ورقة قفله بزغة.
11- أن الزقوم مرة المذاق 11- القات مرة المذاق، تحلى بسكر ومشروبات و نعناع
12- أن الزقوم خشنة. 12- القات خشنة المس والتعامل ومثيرة النجاسة وسيلان المني والبول.
13- أن الزقوم نتنة الريحة 13- القات والدخان عفنة الريحة بايته ومشموسه وشم التبغ
14- أن الزقوم منكرة الصورة 14- القات منكر الصورة معفر بسم والتراب + جذابه ناكرة ومنكرة.
15- أن الزقوم مكبدة البلع 15- القات مكبدة البلع، تنزل بالماء من الحلق أو شرغ ومات وقات أحمر مكبد
16-الزقوم فتنة للظالمين 16- القات فتنة للظالمين، أقل فتنة وظلم الشخص لنفسه بأكلها ولن يعدل المخزن.
17- عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (الفتنة نائمة لعنت الله على من أيقضها/ فكيف بمن زرع الفتنة وحرسها وسقاها وسوقها وعمل لها وبها وصنعها وجعل الناس يصلون وهم نجسين عفنين من التوالع فلا يقبل الله صلاتهم) أنزلت أدم من الجنة ونحنون نزلاً إلى الجحيم.
18- عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( ما خدر وأسكر قليله فهو حرام مثل كثيره / وقد أوعد الله عباده بالخمر فلجنة وحرم الشجرة في الداريين الدنيا والآخرة).
إلى من يُلبي نداء دينيهِ و وطنه، إلى أنصار الله في أرضه، إلى من يقول ربي الله وأنا عبده ؟
أوجهُ هذا النداء إلى جميع أنحاء المسلمين بأن يعلنوا التوبة مثل أبونا ( آدم ) عليه السلام،
و نرجع إلى الله ونترك شجرة ( الزقوم – القات ) وجميع الوِّلعْ المخدرة تنفيذ لأمر الله ( لا تقربا هذهِ الشجرة ) حيث وقد ألهمني الله بتفسير آيات الزقوم وجعلني فيكم من المنذرين لمحاربتها فوق كل أرض وتحت كل سماء
-وقال تعالى: ( لمثل هذا فليعمل العاملون ) ينتقدنا الله في جميع أعمال المعاصي ومنها للزقوم عمل وزرع واكل.
( أذلكَ خيرٌ نُزلاً أم شجرة الزقوم ) س / نزول الدرجات خير أو الخير في شجرة زقوم المخدرات القات
( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) هي شجرة وتظهر في أصل فصلها الحار المفصول من النار لم يقول الله في الجحيم .
( ضلعها كأنهُ رؤوس الشياطين ) مذهلة موسوسة مخدرة مخربة مفقرة مستعمرة مجننه شكلها رؤوس كأنها رؤوس الشياطين .
( فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ) فإننا لآكلون منها الورق فمالئون من ماء الورق البطون المخدر للتخدير .
( ثم إن لهم عليها لشوباً من حميم ) ثم إن لنا عليها لخليطاً من الماء لحرارتها ولحبها وللإدمان عليها ، الحميم على الولع شفط ونفخ نار الدخان
اللهم فشهد أنني من المنذرين المبلغين أنذارك والحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على محمد وأهله أجمعين والتباعين إلى يوم الدين وأنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين وسلام
وشكرااااا على مروركم وبارك الله فيكم
خلق الله عز وجل الإنسان، وهيأ له أسباب العيش كلها، وأرسل له النبيين لهدايته إلى الطراط المستقيم، وأنزل الكتب دليلاً ومنهجاً، فأمره باتباع هداه وعبادته وحده لا يُشرك به شيئاً، ووعده بثوابٍ عظيم، بجنة عرضها السموات والأرض، فيها مالا يخطر في عقل بشر، جزاء طاعته وعبادته، فيسعد في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فمن قال سمعنا وأطعنا فقد فاز فوزاً عظيماً، ولكن من أبى واستكبر وكفر، فقد خسر خسراناً مبيناً، ويوم القيامة يقول ياليتني أُرد فأعمل صالحاً غير الذي كنت أعمل، ولكن قد فات الأوان، فقد قدم له ربه الوعيد في الحياة الدنيا، تحذيراً له، ولكنه كان أعمى البصيرة، وآثر العصيان، واتباع الشهوات، فحصد نتيجة سوء عمله، فسوف يُعذب عذاباً أليماً، ويصلى سعيراً، وهو في النارفلابد له من مأكل ومشرب، فطعامه وشرابه عذاب، فيشرب من ماء الحميم، ومن عصارة أهل النار، والعياذ بالله تعالى، وأما طعامه فهو ثمار شجرة الزقوم، وسُميت بالزقوم؛ لأنّ أهل النار يتزقمونها، أي يبلعونها بصعوبة لكراهتها ونتنها.
وصف شجرة الزقوم
شجرة الزقوم شجرة خبيثة ملعونة، لها منظر قبيح، ورد ذكرها في القرآن الكريم، كصورة واحدة من صورعذاب يوم القيامة، وبتشبيهٍ مرعب، تخويفاً للإنسان منها، ولكي يجتنبها، ولا تكون مصيره، وذلك في قوله تعالى: ( إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم، كالمهل يغلي في البطون، كغلي الحميم)، وفي قوله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)، فهي شجرة تنبت في أصل الجحيم، أي أنّها تنبت في قلب نار جهنم وجذورها في أعماقها، وتتفرّع أغصانها فيها، فعليه يكون غذاؤها من النار، فثمرتها لها طعم مر لا يُحتمل، ورائحتها كريهة نتنة، ولها شكل مخيف مرعب تشبه رؤوس الشياطين، ولكل فرد أن يتخيل شكل الشيطان كما يشاء، وهي طعام خاص لأهل النار، وعلى أهل النار أن يأكلوا منها حتى تمتلئ بطونهم عذاباً لهم، فعندما يشعرون بالجوع، لا يجدون طعاماً أمامهم إلا هي، فيأكلونها فتغلي في بطونهم كالزيت العكر، لشدة حرارتها، فتقطع أحشاء آكلها وتذيبها، فيشعرون بآلامٍ شديدة لا توصف، جزاءً وفاقاً على ما قدموا في حياتهم الدنيا، ويبقى هذا الوصف متواضعاً بسيطاً، ولا يرقى لدرجة وصف شدّة عذابها بشكل صحيح، أعاذنا الله منها ومن النار والعصيان.
ورد ذكرها في السنة المطهرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، ولو أنّ قطرة من الزقوم قطَرَت لأمَرَّت على أهل الأرض عَيشَهُم، فكيف من ليس لهم طعام إلا الزقوم)، فهذا تحذير واضح منها لألباب العقول، فالعاقل وحده أدرك وفهم، وفرّ منها بطاعته وعمله الصالح، ولكن من عطّل عقله فهي طعامه، ولا مفرّ منها.
ذكرها في القرآن الكريم[عدل]
قال الله تعالى : أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ [1]
قال الله تعالى : إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ [2]
قال الله تعالى : ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ [3]
الشجرة الملعونة[عدل]
قال الله تعالى : وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا [4] ، وذكر ابن عباس أن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ، فقال في قولِه تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} . قال : هي رُؤْيَا عَيْنٍ، أُرِيَها رسولُ اللهِ ليلةَ أُسْرِيَ به إلى بيتِ المَقدِسِ . قال : { وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ } . قال : هي شجرةُ الزَّقُّومِ .[5]
ذكرها في السنة النبوية[عدل]
أنَّ النَّاسَ كانوا يطوفونَ بالبيتِ ، وابنُ عبَّاسٍ ، جالسٌ معَهُ مِحجَنٌ ، فقالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ولو أنَّ قَطرةً منَ الزَّقُّومِ قَطرَت ، لأَمَرَّت على أَهْلِ الأرضِ عَيشَهُم ، فَكَيفَ من ليسَ لَهُم طعامٌ إلَّا الزَّقُّومُ [6]
وصفها[عدل]
يؤخذ من الآيات في القرآن الكريم أن هذه الشجرة شجرة خبيثة، جذورها تضرب في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها، وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر ولذلك شبهه برؤوس الشياطين، وقد استقر في النفوس قبح رؤوسهم وإن كانوا لا يرونهم، ومع خبث هذه الشجرة وخبث طلعها، إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع بحيث لا يجدون مفراً من الأكل منها إلى درجة ملء البطون، فإذا امتلأت بطونهم أخذت تغلي في أجوافهم كما يغلي دردي الزيت، فيجدون لذلك آلاماً مبرحة، فإذا بلغت الحال بهم هذا المبلغ اندفعوا إلى الحميم، وهو الماء الحار الذي تناهى حره، فشربوا منه كشرب الإبل التي تشرب وتشرب ولا تروى لمرض أصابها، وعند ذلك يقطع الحميم أمعاءهم [7]
انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنها لـ«شجرة الزقوم» المذكورة في القرآن الكريم؛ قال تعالى {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ، إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ، إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات 62:65].
ويرصد «المصري لايت» 10 معلومات عن شجرة الزقوم استنادًا إلى القرآن الكريم وبعض أحاديث الصحابة.
10. «الزقوم»، بحسب كتب التفاسير، شجرة تنبت في قعر جهنم ثمارها كأنها «رؤوس الشياطين»، وتعد طعام لأهل النار، ويقول ابن عباس رضى الله عنهما: «لو أن قطرة منها قطرت على أهل الدنيا لأفسدت، على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون الزقوم طعامه».
9. قال الله تعالى، في شأن أنها طعام أهل النار: (ِإنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ)
8. سميت الشجرة بـ«الزقوم» لأنه اسم مشتق من كلمة «تزقم الطعام» أي ابتلعه، والابتلاع يفيد الألم والقسر وليس الأكل بما يعطيه من متعة.
7. تحدث «القرطبي»، أنهم لما خوفوا بها قال أبو جهل استهزاء: «هذا محمد يتوعدكم بنار تحرق الحجارة، ثم يزعم أنها تنبت الشجر، والنار تأكل الشجر، وما شجرة الزقوم إلا التمر والزبد». ثم أمر أبو جهل جارية وأحضرت تمرا وزبداً، وقال لأصحابه: «تزقموا».
6. عرّفها الله في قرآنه بالشجرة الملعونة، كما جاء في قوله: «وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً».
5. قال جمهور المفسرين هي شجرة الزقوم، المذكورة في آية الدخان في قوله تعالى: إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ*طَعَامُ الْأَثِيمِ [الدخان:44]، وهو ما يؤكد أن الصور المتداولة ليست للشجرة كما يروج البعض.
4. تكلم المفسرون في أسباب لعنها فقال البيضاوي: «ولعنها في القرآن لعن طاعميها وصفت به على المجاز للمبالغة، أو وصفها بأنها في أصل الجحيم فإنه أبعد مكان من الرحمة أو بأنها مكروهة مؤذية من قولهم طعام ملعون لما كان ضارا.
3. قال جمهور المفسرين: «وهي شجرة الزقوم، والمراد بلعنها لعن آكلها؛ كما قال سبحانه: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ {الدخان: 43-44}»، وقال المفسر الزجاج إن «العرب تقول لكل طعام مكروه ملعون».
2. قال محمد الأمين الشنقيطي في «أضواء البيان»: «وإنما وصف الشجرة باللعن لأنها في أصل النار، وأصل النار بعيد من رحمة الله، واللعن الإبعاد عن رحمة الله، أو لخبث صفاتها التي وصفت بها في القرآن أو للعن الذين يطعمونها، والعلم عند الله تعالى».
1. قال الطاهر بن عاشور، في تفسيره: «والملعونة أي المذمومة في القرآن في قوله: طَعَامُ الْأَثِيمِ، وقوله: طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ {الصافات: 65} وقوله: كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ {الدخان: 45-46} وقيل معنى الملعونة أنها موضوعة في مكان اللعنة وهي الإبعاد من الرحمة لأنها مخلوقة في موضع العذاب».
توعّد الله سبحانه و تعالى عباده الضّالين و الكافرين بالعذاب الأليم في الآخرة ، فرحلة الكافر و المشرك في العذاب مستمرةٌ ، تبدأ من لحظة خروج روحه و انتقاله إلى القبر و حياة البرزخ ، بل و إنّ العذاب يبدأ قبل ذلك فقد يصيب الله به المتجبّرين في الدّنيا قبل الآخرة كمن خسف الله بهم الأرض و من عذّبهم بصنوف العذاب المهين من الأقوام السّابقة الذين كفروا برسالات الله ، و أحياناً يصيب من يعصي الله العذاب المؤقّت المحدود لعلّه يرجع عن عمله و عصيانه فيتوب إلى الله و ينيب ، قال تعالى ( و لنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون ) .
و قد صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أنّه تعوّذ من عذاب القبر و أنّ للقبر ضمةٌ و مطارق من حديدٍ لضرب الكافرين الضّالين في قبورهم ، و ما أعدّه الله من العذاب في الآخرة أشدّ و أنكى ، قال تعالى ( و لعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) ، و كما جعل الله الجنّة درجاتٍ للمؤمنين أعلاها منزلةً الفردوس الأعلى فقد جعل الله عذاب النّار درجاتٍ فأشدّها عذاب فرعون و زمرته و من كان في مثله بالوزر ، و أخفّ أهل النّار عذاباً كما صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أبو طالب إذ تنفعه شفاعة النّبيّ له فهو من نصره و آزره حين حاربه قومه و لكنّه رفض الإيمان برسالة التّوحيد فكان عذابه أن ينتعل نعلين يغلي منهما دماغه ، فقد أخرجه النّبي بشفاعته من غمرات النّار إلى ضحضاح من النّار ، و قد ثبت أنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار – و العياذ بالله - .
و شجرة الزّقوم هي شكلٌ من أشكال العذاب الذي أعدّه الله لعباده الكافرين و الضّالين ، فهي شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم ، و قد وصفها سبحانه بأنّ طلعها كرؤوس الشّياطين ، و قد جعلها الله فتنةً للضّالين الذين قالوا بعد سماع حديث القرآن عنها و تساءلوا كيف يكون في النّار شجرةً و النّار تحرق الشّجر، فكان هذا الامر فتنةً لهم و اختبارا ، فالله قادرٌ على كل شيء ، و قد تكون مادّة الشّجرة ممّا لا تعرفه و تدركه عقولنا و لا تشابه شجر الدّنيا ، و وصفت شجرة الزّقوم بأنّها طعام الأثيم كالمهل أي الزّيت شديد السّخونة تغلي منه بطون الكافرين ، أعاذنا الله من النّار و عذابها
جعل الله تعالى الدنيا دار الأعمال الّتي يعمل فيها العبد ما يشاء، ولكن جعل هناك يوماً للحساب على هذه الأعمال، فمن كان صالحاً دخل الجنة وتنعّم بنعيمها، ومن كان فاسداً فإنه يدخل النار ويذوق من عذابها - والعياذ بالله-.
طبيعة البشر بأنهم يؤمنون بما يرونه أمام أعينهم ويتشكّكون بما لم يروه، لذلك ذكر الله عز وجل الكثير من الآيات الّتي تدل على الفرق بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة من أجل أن يجتهدوا ولا تفتر همتهم.
يختلف نعيم الجنة عن النعيم في الدنيا، ففي الجنة الخيرات الكثيرة الّتي لا تنقطع، كما أنّ ثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم مختلف تماماً عن ما هو عليه في الأرض؛ فطعام أهل الأرض - الّذي ينتج عنه الغائط والبول يختلف عن طعام أهل الجنة، ولا توجد بين أهل الجنة الغيرة والبغض والكراهية وغيرها من المشاعر السلبيّة كما هي الحال بين أهل الأرض.
تتعدد صنوف العذاب في جهنم كلٌ حسب عمله، فجهنم طبقات لا يستوي الحساب بين الناس فيها، فمنها البكاء بالدم بدلاً من الدموع وربط الأغلال في أعناقهم، كما أنّ طعامهم من شجرة الزقوم وشرابهم من الحميم وهذا نوعٌ آخر من العذاب.
شجرة الزقوم
هي شجرةٌ تنبت في قعر جهنّم وتمتد أغصانها عبر طبقات جهنّم، أعدّها الله عز وجل للكافرين والفاسدين الذين يدخلون النار ويتعذبون فيها، فهي تعتبر طعامهم، حيث إنّهم يشعرون بالجوع الشديد في جهنم وعندما يتناولون من هذه الشجرة ويشبعون تغلي في بطونهم كغلي الحميم، فيركضون باتجاه الحميم في جهنم حتى يطفئوا نارها فيشربون من هذا الحميم إلى أن تتقطّع أمعاؤهم، قال تعالى : ( إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ) الدخان.
الشجر في الدنيا يدل على الخير والعطاء بينما شجرة الزقوم هي رمز للشر والعذاب، كما أنّ الله قال عنها أن طلعها كالشياطين وطعمها مر، ولكن هناك من شكك حول كيفية وجود شجرةٍ تنبت في النار مع أن النار حارقة، فكان هذا ابتلاءً لهم واختباراً على صدقهم لوعد الله عز وجل، فالله تعالى قادرٌ على كل شيء فكما أحيا العظام وهي رميم يوم البعث ألا يستطيع أن يُنبت شجرة في النار!!، ربما تكون هذه الشجرة تختلف عما هي عليه أشجار الأرض في طبيعتها وحاجاتها والله تعالى أعلم، فسبحان الخالق عز وجل والقادر على كل شيء.
قال الواحدي: هو شيء مر, كريه يكره أهل النار على تناوله , فهم يتزقمونه,
أي يبلعونه, بصعوبة لكراهيتها ونتـــــــنها.......
وأختلف فيها هل هي من شجر الدنيا التى يعرفها العرب أم لا .....على قولين...
أ) أحداهما أنها معروفـــــــة من شجر الدنيا فقال قطرب:
أنها شجرة مرة توجد بتهامة , وهي من أخبث الشجر .
ب) وقال غيره بل هو كل نبات قاتـــــــــــل.........
والقول التاني انها غير معروفة في شجر الدنيا....
قال قتادة : لما ذكر الله هذه الشجرة افتتن بها الظــــــلمة , فقالوا : كيف
تكون في النار شجرة فأنزل الله تعالى :- ( إنا جعلناها فتنه للظالمين..)
وقيل معنى جعلها فتنه لهم : أنها محنة لهم لكونهم يعذبون بها...والمراد
بالظالمين هنا ....الكفار أو أهل المعاصي الموجبـــة للنار.
أوصاف هذه الشجــــــرة رداً على منكريها.........
( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) أي في قعرها
قال الحسن أصلها في قعــــــــر الجحيم....وأغصانها ترفع إلى دركاتها..
ثم ( طلعها كأنه رءوس الشياطيـــــــــــن)
أي ثمرها وما تحمله كأنه في تناهي قبحه وشناعته منظره رءوس الشياطين..........
وقيل رءوس الشياطين إسم لنبات قبيح معروف باليمن يقال له الاستن....
وقيل ايضا.... في رءوس الشياطين ...هو شجر خشن منتن , مــــر, منكر الصورة
يسمــــى رؤس الشياطين..........
شجرة الزقوم ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواضع متفرقة
وهي شجرة مثمرة ليست كالشجر الذي عرفناه في دنيانا هذه انما هي شجرة نبتت في قرار جهنم
وبسقت فروعها خلال اللهب المشتعل لا تقوى نار جهنم على إحراقها وبدا ثمرها قبيح الشكل
بشع المنظر مخيفاً كأنه رؤوس الشياطين وهذا الثمر هو طعام أهل النار والعياذ بالله
إنه ثمر مر المذاق كريه الرائحة قبيح الشكل يقول الله تعالى :
إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعُها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمآلئون منها البطون [الصافات]
كما يقول عنها في سورة الدخان :-
(( إن شجرة الزقوم . طعام الأثيم ))
والله سبحانه وتعالى جعل هذه الشجرة فتنة وبلاء يعذب بها المشركين في الآخرة يتركون حتى يشتد بهم الجوع
ويكاد يقطع امعاءهم ثم يؤتى بهم إليها فيأكلون منها بشرَهٍ حتى يملؤوا منها بطونهم فيشتد بهم العطش
فيعرضوا على شراب وما هو بشراب ولكنه من أغلظ أنواع العذاب إنه مزيج من صديد وقيح وماء حار
ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم وبعد أن يأكلوا هذا الطعام ويشربوا هذا الشراب يردون إلى
سواء الجحيم وينقلبون إلى عذاب السعير
وفي سورة الواقعة يقول الله تعالى : -
(( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم ))
هذه هي شجرة الزقوم التي وصفها الله في موضع آخر في سورة الإسراء بأنها الشجرة الملعونة في قوله تعالى :- (( والشجرة الملعونة في القرآن ))
ففي سورة الواقعة يتوعد الله عز وجل الكافرين الضالين في الحياة الدنيا بأكلهم من شجر الزقوم يوم الدين،(ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) الواقعة،
وفي هذه السورة جاء ذكر شجر الزقوم بالجمع وليس بالإفراد
وفي سورة الصافات بعد الحديث عما آل إليه قرين السوء، المكذب للبعث من عذاب في وسط جهنم، وما آل إليه المصدق بالبعث، ولم يضعف أمام كفر قرينه، ولم يستجب له، فدخل الجنة وتنعم بنعيمها؛ (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61) الصافات
ثم يذكر تعالى هذا النعيم خير . ويذكر بأبشع ما يصوره كاره لشيء ويخافه، ليحذر من يخاف الله أن يكون ممن يأكل منها وهو يتلظى في نار جهنم؛ (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) الصافات
وهذه الشجرة لا يعلم قبحها أحد من هؤلاء الضالين في الحياة الدنيا، حتى يدخلوا النار ويأكلوا منها، فيعلمون شر ما توعدهم الله به
وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر فيه أنه لو نزلت قطرة من الزقوم لأفسد ماء الأرض، فاتقوا الله فكيف بمن يكون الزقوم طعامه، لذلك كتب تاؤها مقبوضة لجهل الجميع بمدى مرارة وقبح هذه الشجرة
أما الحديث عنها في سورة الدخان فهو الحديث عن شجرة قد عرفت للآثمين:- (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)، ثم يقال بعد أكلهم منها: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ (50) الدخان
وهذه الشجرة من شجر النار في الآخرة، والمخاطبين عنها في الآيات هم من أهل الحياة الدنيا، كانت الشجرة مجهولة لديهم، فكتبت التاء مقبوضة، وقد غر أبي جهل اسم الزقوم، وظن أنه هو التمر الذي يغمس في الزبد قبل تزقمه، وهو من طعام أهل اليمن، فقال ساخرًا: هذا الذي يتوعدنا به محمد؟! يا غلام !! ائتنا بتمر وزبد نتزقمه، فأنزل الله تعالى مبينًا صفتها، فقال:- (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات،
ولما تحدث تعالى ما يحدث لأهل النار في سورة الدخان وقد أكلوا من هذه الشجرة الملعونة، ثم أُخذ الآكل منها، فعُتِل، فألقي في وسط الجحيم، أصبحت الشجرة معروفة لديهم غير مجهولة فبسطت تاؤها في الرسم لاختلاف حالها في الآخرة عن حالها في الدنيا عند هؤلاء
هذا سر من أسرار الرسم العثماني الذي لم ينل حظًا من البحث عند علماء الأمة.. والله تعالى أعلم.
لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)
أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)
إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63)
إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)
طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)
فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)
ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)
ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)
( الصافات )
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43)
طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)
خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)
ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)
( الدخان )
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51)
لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52)
فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53)
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54)
فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55)
هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)
( الواقعة )
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)
( الاسراء )
حفظنا الله و إياكم من عذاب جهنم و الأكل من شجرتها الملعونة والعياذ بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
نداء إلى اخواننا العرب والمسلمين احذر من هذا شجرة الزقوم
أخي المسلم عزيز القارئ / الزقوم شجرة / والقات وكل الولع المخدرة شجر وأسمها العام شجرة الزقوم، وفروعها أغصانها زقوم القات زقوم الدخان زقوم الحشيش زقوم الافيون/ وقد أجمعوا الراسخون في العلم كلهم على هذه المواصفات ووصفوا الزقوم بهذه الأوصاف، والحقيقة هي أنه هلذه المواصفات كلها تدل وتشير إلى القات وجميع الولع المخدرة بأنه هي شجرة الزقوم وإليكم تطابق المواصفات من 1 إلى البند 16 في القات والدخان وجميع الولع:
مواصفات الزقوم مواصفات القات
1- أن الزقوم شجرة 1- القات شجرة
2- تكون في اليمن بتهامه 2- القات في اليمن بتهامه و أساس التهمه.
3- أنه نبت قبيح ومعروفه في اليمن 3- القات مقبح ومحبوب ومعروف في اليمن.
4- وليست معروفة عند العرب 4- القات ليست معروفة عند العرب، كان نصيبهم الولع الأخرى من الزقوم
5- أن الزقوم من أخبث الشجر 5- القات من أخبث الشجر، قلعت كل الشجر وجنة البن والعنب وحلت مكانها
6- أنها نبت ( قاتل) 6- القات نبات قاتل، قتلة حارسها وسارقها حرب من مغرب إلى الصباح
7- أن الزقوم لها رأوس 7- القات لها رأوس، مثل لسان الحنش المذهل الشيطاني الباهوت.
8- يسمى ثمارها رأوس الشياطين 8- القات يسمى ثمارها رأوس الشياطين علاقية روس مذهلة كأنها رأوس الشياطين
9- أن الأكل من الشجرة نفسها ومن طلعها 9- القات الأكل من الشجرة نفسها ومن طلعها الروس القفال الرطبة.
10- أن المأكول من رأس الزقوم (أسمه مأنث) 10- القات المأكول من رأسها أسمه مئنث ، ورقة قفله بزغة.
11- أن الزقوم مرة المذاق 11- القات مرة المذاق، تحلى بسكر ومشروبات و نعناع
12- أن الزقوم خشنة. 12- القات خشنة المس والتعامل ومثيرة النجاسة وسيلان المني والبول.
13- أن الزقوم نتنة الريحة 13- القات والدخان عفنة الريحة بايته ومشموسه وشم التبغ
14- أن الزقوم منكرة الصورة 14- القات منكر الصورة معفر بسم والتراب + جذابه ناكرة ومنكرة.
15- أن الزقوم مكبدة البلع 15- القات مكبدة البلع، تنزل بالماء من الحلق أو شرغ ومات وقات أحمر مكبد
16-الزقوم فتنة للظالمين 16- القات فتنة للظالمين، أقل فتنة وظلم الشخص لنفسه بأكلها ولن يعدل المخزن.
17- عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (الفتنة نائمة لعنت الله على من أيقضها/ فكيف بمن زرع الفتنة وحرسها وسقاها وسوقها وعمل لها وبها وصنعها وجعل الناس يصلون وهم نجسين عفنين من التوالع فلا يقبل الله صلاتهم) أنزلت أدم من الجنة ونحنون نزلاً إلى الجحيم.
18- عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( ما خدر وأسكر قليله فهو حرام مثل كثيره / وقد أوعد الله عباده بالخمر فلجنة وحرم الشجرة في الداريين الدنيا والآخرة).
إلى من يُلبي نداء دينيهِ و وطنه، إلى أنصار الله في أرضه، إلى من يقول ربي الله وأنا عبده ؟
أوجهُ هذا النداء إلى جميع أنحاء المسلمين بأن يعلنوا التوبة مثل أبونا ( آدم ) عليه السلام،
و نرجع إلى الله ونترك شجرة ( الزقوم – القات ) وجميع الوِّلعْ المخدرة تنفيذ لأمر الله ( لا تقربا هذهِ الشجرة ) حيث وقد ألهمني الله بتفسير آيات الزقوم وجعلني فيكم من المنذرين لمحاربتها فوق كل أرض وتحت كل سماء
-وقال تعالى: ( لمثل هذا فليعمل العاملون ) ينتقدنا الله في جميع أعمال المعاصي ومنها للزقوم عمل وزرع واكل.
( أذلكَ خيرٌ نُزلاً أم شجرة الزقوم ) س / نزول الدرجات خير أو الخير في شجرة زقوم المخدرات القات
( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) هي شجرة وتظهر في أصل فصلها الحار المفصول من النار لم يقول الله في الجحيم .
( ضلعها كأنهُ رؤوس الشياطين ) مذهلة موسوسة مخدرة مخربة مفقرة مستعمرة مجننه شكلها رؤوس كأنها رؤوس الشياطين .
( فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ) فإننا لآكلون منها الورق فمالئون من ماء الورق البطون المخدر للتخدير .
( ثم إن لهم عليها لشوباً من حميم ) ثم إن لنا عليها لخليطاً من الماء لحرارتها ولحبها وللإدمان عليها ، الحميم على الولع شفط ونفخ نار الدخان
اللهم فشهد أنني من المنذرين المبلغين أنذارك والحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على محمد وأهله أجمعين والتباعين إلى يوم الدين وأنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين وسلام
وشكرااااا على مروركم وبارك الله فيكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق